يفتح ملف التعليم الخاص.. غداً
الجذع المشترك..يزعج أحمد بدر
إقالة "زيزو" المفاجئة تربك حسابات العاملين بالتعليم الفني
موظفو الديوان.. يحذرون من عودة مراكز القوي بعد دمج القطاعات المركزية
يبدأ الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم غداً الاربعاء فتح ملف التعليم الخاص..
يعقد الوزير لقاءً موسعا مع أعضاء مجلس ادارة جمعية أصحاب المدارس الخاصة علي مستوي الجمهورية برئاسة المندوهتوفيق الحسيني رئيس الجمعية بحضور قيادات الوزارة العاملين في مجال التعليم الخاص.
يستهدف اللقاء التعرف علي المشاكل والعقبات التي يواجهها التعليم الخاص في مصر من وجهة نظر أصحاب المدارس في بداية سلسلة من اللقاءات التي سيعقدها الوزير مع أطراف العملية التعليمية لتشكيل صورة كاملة عن هذا النوع من التعليم ووضع الخطط واتخاذ القرارات اللازمة لتصحيح مساره بما يحقق المصلحة العامة.
ويتناول الوزير كيفية تشجيع المستثمرين علي اقامة مدارس جديدة تستوعب أعداداً اضافية من التلاميذ في اطار خطة الدولة وتنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس محمد حسني مبارك فيما يتعلق ببناء المدارس واضافة فصول جديدة سنوياً.
يناقش الوزير خلال اللقاء الوضع الحالي للمدارس الخاصة واستعداداتها للحصول علي شهادة الاعتماد والجودة والعقبات التي تحول دون تقدم أعداد أخري من المدارس للحصول علي هذه الشهادة خاصة انها تمتلك امكانيات تفوق قدرات المدارس الرسمية بمراحل كثيرة.
ملفات أخري
يعكف الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم علي دراسة أكثر من ملف في مقدمتها التعليم الفني الذي توقف نموه في السنوات الأخيرة وأصبح غير ذي جدوي رغم تعدد أشكاله وألوانه وأنظمته.
ويضع القائمون علي قطاع التعليم الفني وفي مقدمتهم رئيس القطاع الدكتور هاني منيب أياديهم فوق قلوبهم خوفاً من القرارات والاجراءات التي يفاجأ بها الوزير جميع العاملين بالوزارة مثلما فعل باقالة الدكتور نبيل عبدالعزيز مستشار الوزير للتعليم الفني الذي كان يرأس القطاع في السابق وفضل الدكتور يسري الجمل الوزير السابق الاحتفاظ به كمستشار فني الا ان الدكتور زكي بدر أطاح به في لحظة بعد ان رفض في الاسبوع الماضي كافة الافكار والمشروعات التي حاول من خلالها كسب ثقة الوزير الجديد.
وكانت عقول تتفتح لها السبق في الاشارة إلي ما يعانيه قطاعالتعليم الفني من ترهل وتسيب باعتباره جزيرة منعزلة عن الوزارة نهائياً وهو ما أكده الوزير بطريقة غير مباشرة في حديثه أمام الصالون الثقافي بدار الاوبرا عندما وصف المدارس الفنية بأوصاف تؤكد عدم رضائه نهائياً عن أسلوب ونظام التعليم الفني بالكامل عندما قال "أنا لا أعرف لماذا 3 سنوات و5 سنوات ومقلم وكاروهات" وفي النهاية يخرج الطالب من المدرسة لا يعرف الفارق بين المفك والمفتاح!!
وتتمثل رؤية الوزير في توحيد أنظمة التعليم الفني بدلاً من استمراره بنظامي الثلاث والخمس سنوات كما هو حالياً دون ان يكون هناك فارقاً ملموساً بين خريج هذا النظام أو ذاك.
وعلمت "الجمهورية" ان الدكتور أحمد زكي بدأ يكلف بعض خبراء وأساتذة الهندسة لوضع تصور عاجل لاصلاح مسار التعليم الفني الذي يضعه كأولوية أولي في مقدمة اهتامات لا تقل أبدا عن تطوير نظام الثانوية العامة بتكاملات في اطار منظومة شاملة لتطوير المرحلة الثانوية.
الثانوية العامة وادعاء الانفراد
وبعيداً عما ادعاه البعض من بطولات في الانفراد بمشروعات تطوير الثانوية العامة وسياسات القبول بالجامعات رغم نقلها بالحرف من كتيبات استراتيجية تطوير التعليم الثانوي التي اعتمدها المؤتمر القومي لتطوير التعليم الثانوي وسياسات القبول بالجامعات.
بدأ الدكتور أحمد زكي بدر العمل بجدية في مناقشة تفاصيل هذه الاستراتيجية بعد الاستعانة بمجموعة كبيرة من خبراء كليات التربية والمناهج بعيداً عن "الجوقة" التي ظلت ترتع في الوزارة علي مدار السنوات الثلاثة الماضية عقب الانتهاء من عقد المؤتمر المشار اليه من خلال لجان عديدة عقدت مئات الاجتماعات وحصل أعضاؤها علي ملايين الجنيهات مقابل مكافآت لأعمال لم تحظ علي ما يبدو علي الاطلاق باعجاب الوزير زكي بدر.
وفي هذا الاطار عقد وزير التربية والتعليم لقاءً مغلقا مع الخبراء الجدد الذين استعان بهم وضم اليهم عددا محدوداً من قيادات الوزارة في مقدمتهم الدكتور رضا أبوسريع مساعد أول الوزير لبحث الاساليب الجديدة التي ستوضع بها خطط تنفيذ استراتيجية التطوير واستمر الاجتماع 5 ساعات كاملة.
أبرز الأفكار التي طرحها الوزير والخبراء في الاجتماع وحظيت بالقبول هو تحديد مواد أساسية معينة يدرسها جميع الطلاب في الصف الاول الثانوي قبل التخصص والغاء تقسيم الطلاب علي علمي وأدبي حيث سيتم الاستعاضة عن هذا القسيم باختبارات القدرات والقبول بالتعليم الجامعي في المواد المؤهلة لكل كلية بعينها.
وطلب الوزير خلال الاجتماع من الحاضرين وضع تصوراتهم حول كيفية التطوير الشامل للمناهج والمقررات في جميع صفوف المرحلة الثانوية وكيفية تطبيق التقويم الشامل بأسلوب يحظي بقبول أولياء الامور والطلاب ويحقق العدالة المطلقة بين الجميع دون استغلال من جانب المدرسين.
وعندما حاول البعض استخدام عبارة "الجذع المشترك" في وصف المواد الاساسية التي سيتم تدريسها في الصف الأول الثانوي لجميع الطلاب أبدي الوزير انزعاجه رافضا استخدام هذا الوصف الذي أثار استياء وسخرية واستهزاء الرأي العام عندما طرحه الوزير السابق يسري الجمل مؤكدا انه لا يقبل هذا الاصطلاح من أساسه!!
ومع قبول استقالة أكثر من عشرة مستشاريين حتي الآن.. وتشبيه العاملين بالوزارة لسلسلة الاستقالات بالشجرة التي تتساقط أوراقها يتوقع الكثيرون ان تشهد الايام المقبلة مزيدا من قرارات الاطاحة بعدد آخر من كبار السن وعواجيز الوزارة الذين تخطوا سن الستين ومازالوا يعملون بديوان الوزارة كمستشارين والدفع بدماء جديدة قادرة علي العطاء في ملعب التعليم خاصة ان متوسط أعمار العاملين بالاقسام والقطاعات المختلفة من جيل الوسط لا يتعدي خمسين عاماً ومازالت أمامهم الفرصة للعطاء.
وفي هذا الاطار يتوقع الكثيرون ان يقوم الدكتور أحمد زكي بدر بفتح ملف أكثر أهمية وهو عادة هيكلة قطاعات الوزارة حسب خطة الهيكلة التي وضعها الخبراء المستغني عن خدماتهم وفي مقدمتهم الدكتور حسن البيلاوي.
ويطالب العاملون الذين كانوا يتطلعون لاحتلال مناصب قيادية وحجبها عنهم كبار السن في السنوات الماضية الوزير زكي بدر بضرورة اعادة النظر في خطة اعادة الهيكلة التي ستؤدي حتما- في رأيهم- إلي عودة ظهور مراكز القوي في ديوان الوزارة حيث تتضمن اختصار الوظائف القيادية ودمج عدد كبير من القطاعات الهامة في قطاعات أخري مما سيؤدي إلي ضياع فرصة جيل الوسط في احتلال مناصب كانوا يتطلعون اليها وأهمها رئاسة القطاعات المركزية التي ستنزل إلي مجرد ادارات عامة تابعة لقطاع آخر ويضع السلطات في يد مجموعة قليلة جدا من القيادات الذين حتما سوف يشعرون أنهم مراكز قوي!!